حل مشكلة انتكاسة بعد التعافي
مرحلة ما بعد علاج الادمان لا تقل أهمية أو محورية عن مرحلة العلاج ذاتها فمن المهم أن يتلقى المريض أقصى درجات الرعاية التي تساعده على الانخراط والاندماج مجددا في مجتمعه. هذا المقال سيكون مخصص للحديث عن انتكاسة بعد التعافي وأسبابها وكيفية علاجها.
أسباب انتكاسة بعد التعافي
تتعامل مصحات علاج الادمان مع العديد من حالات الانتكاسة بعد تعافي مرضاها وبالبحث عن أسباب هذه الانتكاسة نجد أن العوامل التالية سببت أغلب الحالات وكانت عامل مساهم فيها:
1. الضغوط النفسية والعاطفية: قد يواجه المريض ضغوطًا نفسية أو عاطفية تجعله يلجأ إلى التعاطي مرة أخرى كوسيلة للهروب من هذه الضغوط.
تشمل هذه الضغوط على سبيل الذكر لا الحصر المشكلات المادية بسبب فقدان العمل أو النظرة المجتمعية المشككة أو اللوم من الدائرة المحيطة بالمريض. افضل مركز علاج ادمان هو حتما المركز الذي يهيء المريض لمواجهة هذه الضغوط أثناء فترة علاجه بالتالي يكون مستعد لها أو على الأقل يتوقعها.
2. عدم تلقي الدعم الكافي: عدم تلقي الدعم الكافي من الأسرة أو مصحة علاج الادمان أو انقطاع هذا الدعم بصورة مفاجئة بعد العلاج يزيد من احتمالية الانتكاس بصورة كبيرة. هذا يجعل مراكز علاج الإدمان ملزمة بدعم المريض حتى بعد تعافيه وتلقيه العلاج اللازم.
3. العادات والبيئة السابقة: العادات القديمة والبيئة التي كان يتعاطى فيها المريض المواد المخدرة تشكل عاملًا مؤثرًا في الانتكاس، إذ يمكن أن تشجع على العودة إلى التعاطي خاصةً إذا كانت الأسباب التي دفعت المريض إلى الإدمان لا زالت موجودة. هذا دفع مصحات علاج الادمان إلى التركيز على الأسباب التي دفعت المريض إلى الدخول في حلقة التعاطي أساسا والتعامل معها.
4. الشعور بالفراغ: بعد التعافي قد يشعر المريض بفراغ نفسي يجعله يشعر بالحاجة إلى ملء هذا الفراغ بأي وسيلة ممكنة حتى لو كانت على حساب العودة إلى كابوس الإدمان مجدداً.
5. عدم فهم خطورة الانتكاس: قد يكون المريض لم يفهم تمامًا خطورة الانتكاس وأثره على حياته، مما يزيد من احتمالية تكرار التعاط.
حل مشكلة انتكاسة بعد التعافي
كيفية علاج الانتكاس بعد التعافي
1. تقبل الواقع: قبول حدوث الانتكاسة وعدم الانغماس في الشعور بالذنب أو الفشل هي الخطوة الأولى التي يجب أن تركز عليها مصحة علاج الادمان وذلك بتعزيز فهم المريض أن الانتكاسة جزء من عملية التعافي ويمكن تجاوزها.
2. البحث عن الدعم: التواصل مع أشخاص يمكنهم تقديم الدعم المناسب للمريض سواء كانوا أفراد عائلة أو أصدقاء أو مستشارين متخصصين في الإدمان يساعد كثيراً على تجاوز المريض لمرحلة الانتكاسة.
3. التحليل والتقييم: تحليل سبب الانتكاسة وتقييم ما يمكن تغييره في نمط الحياة أو الاستراتيجيات التي تم اتباعها لتجنب حدوث انتكاسة مستقبلية. هذه الخطوة مهمة وقد لا يستطيع المريض أن يقوم بها وحده خاصةً وأنه لا ينظر إلى المسألة بعين خبيرة وموضوعية كما يفعل المختصين في مراكز علاج الادمان.
4. إعادة تحديد الأهداف: تحديد أهداف جديدة وواقعية للتعافي والعمل على تحقيقها بخطوات صغيرة ومستدامة. هذه الخطوة تجعل المريض متقبل تماماً لفكرة الانتكاسة ويبدأ بالفعل في حل المشكلة بدلاً من الانغماس بأثرها السلبي جسدياً ونفسياً.
5. التعلم من الانتكاسة: استغلال الانتكاسة كفرصة للتعلم والنمو من خلال فهم الأسباب التي أدت إلى الانتكاسة وتطوير استراتيجيات للتعامل معها في المستقبل حسب نتائج التقييم الذي قام به المسؤول عن الحالة.
6. الالتزام بالعلاج: مراجعة خطة العلاج والالتزام بالجلسات العلاجية والأدوية الموصوفة إذ قد يكون هناك ضرورة لتغيير أو تعديل العلاج بناءً على تجربة الانتكاسة وأسبابها.
7. تجنب المثيرات: تجنب المثيرات والأشخاص أو الأماكن التي قد تؤدي إلى إغراء المريض للعودة إلى حلقة الادمان مرة أخرى.
8. استخدام استراتيجيات التحكم في الضغوط: تطوير استراتيجيات صحية للتعامل مع الضغوط مثل ممارسة التأمل، والرياضة، والتفكير الإيجابي.
لا تعليق